Thursday, May 22, 2008

بعيدا بعض الشيء عن السياسة مفهوم التنمية البشرية

طه محمـد بامكار قبسة / ولاية البحر الاحمر

بعيدا بعض الشيء عن السياسة
مفهوم التنمية البشرية
التنمية في مفهومها العام هي تحسين ظروف المواطنين وتغيير مستوى معيشتهم عن طريق تحسين دخلهم الفردي والرفع من شروط الرعاية الصحية وتقديم أحسن منتوج في مجال التربية والتعليم والتثقيف عبر تكثيف برامج العمل ذو الطابع البشري والإنساني والأهلي، وإعداد مشاريع تنموية واستثمارات من أجل خدمة المواطنين والأجيال اللاحقة ضمن ما يسمى بالتنمية المستدامة أو الطويلة الأمد. ترتبط التنمية أيضا بالتحديث والتغيير وتحقيق مؤشرات النمو الاقتصادي ورفع القدرة الإنتاجية وتحقيق التقدم العلمي والتكنولوجي والصناعي. وتدور التنمية البشرية حول تطوير:" المقدرة البشرية بسياسات وبرامج اقتصادية واجتماعية ودولية تعزز قدرة الإنسان على تحقيق ذاته. ويرتبط مفهوم التنمية في هذا السياق بتنمية الإنسان من حيث هو هدف ووسيلة، أو بتنمية قدرات الإنسان على سد حاجاته المادية والمعنوية والاجتماعية. وإذ تتركز إستراتيجيات تحقيق التنمية البشرية على إحداث تغييرات في البيئة القانونية والمؤسسية التي يعيش في كنفها البشر، يبقى الأساس في ذلك دائما توسيع خيارات الإنسان وبذلك يتسع فضاء حريته، وهو ما يتضمن البعد الاقتصادي للتنمية دون أن يقتصر عليها.
إن التنمية البشرية...توسيع لقدرة الإنسان على بلوغ أقصى ما يمكن بلوغه من حيث هو فرد أو مجتمع ذو أفراد كثيرة، وذلك بزيادة إمكانياته التي ليست القدرات الاقتصادية إلا مجرد جانب منها. ومن هنا لابد أن تكون السياسات التنموية بالضرورة متعددة الآفاق، لا اقتصادية فحسب.
وهكذا، فالتنمية ذات أبعاد مادية اقتصادية، وأبعاد إنسانية بشرية قائمة على التثقيف وتطوير مؤهلات الكائن البشري عن طريق استثمار قدراته الذاتية للتأقلم مع وضعيات المجتمع المعقدة.
-أسـس التنمية ومرتكزاتها:-
لا يمكن تحقيق التنمية الحقيقية إلا بإرساء الحرية والعدالة ودولة المؤسسات ونشر العلم بين كل أفراد الشعب وتوزيع الثروات بكل إنصاف وتشغيل العقل والمنطق وتغيير العقليات الموروثة وتحرير العقل من أي فكر تقليدي متبلد.
ويمكن الحديث عن التنمية البشرية في إطار ربطها بدولة الحريات والقانون وبدولة المؤسسات ذات الأدوار الحقيقية، والاعتراف بحقوق الإنسان وبالحقوق والواجبات المشتركة والإيمان بقبول الرأي الآخر لتحقيق مصلحة الشعب والإنسان على حد سواء.
ومن هنا، فالتنمية البشرية:" عملية توزيع الخيارات أمام الناس، أي ما ينبغي أن يتاح لهم، وما ينبغي أن تكون عليه أحوالهم، فضلا عما يفعلوه، ضمانا لتنامي مستوى معيشتهم.
والخيارات أمام الإنسان بلا حدود من حيث المبدأ، لكن حدودها وسقوفها مرتبطة بالمحددات المجتمعية، اقتصادية، وسياسية، وثقافية. وبما يتاح لتحقيقها من سلع وخدمات ومعرفة.
وللتنمية البشرية جانبان:-
أولهما: هو تشكيل القدرات البشرية وتنميتها من خلال تحسين مستوى الصحة والمعرفة والمهارة. أما الجانب الثاني، فيتصل بتوظيف القدرات المكتسبة في المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية، والاستمتاع بوقت الفراغ. وتتسع مجالات التنمية البشرية لتشمل الاحتياجات المرتبطة بكرامة الإنسان، وحماية حقوقه، مثل حقه في التحرر والحرية،وحقه في المشاركة، وحقه في الحركة والتنقل، وحقه في القانون، وحقوقه الشخصية.
إن هدف التنمية البشرية حسب الخبير اللبناني جورج قرم (ليس مجرد زيادة في الإنتاج، بل هو تمكين الناس من توسيع نطاق خياراتهم ليعيشوا حياة أطول وأفضل وليتجنبوا الأمراض وليملكوا المفاتيح لمخزون العالم من المعرفة إلى آخر ما هنالك. وهكذا، تصبح التنمية عملية تطوير القدرات، لا عملية تعظيم المنفعة أو الرفاهية الاقتصادية كما ينظر إليها اليوم. فالأساس في التنمية البشرية المستدامة ليس الرفاهية المادية فحسب، بل الارتفاع بالمستوى الثقافي للناس بما يسمح لهم أن يعيشوا حياة أكثر امتلاء وأن يمارسوا مواهبهم ويرتقوا بقدراتهم. ويتضح هنا مثلا أن التعليم والثقافة يحققان فوائد معنوية واجتماعية، تتجاوز بكثير فوائدهما الإنتاجية، من احترام الذات إلى القدرة على الاتصال بالآخرين إلى الارتقاء بالذوق الاستهلاكي."
ويضيف جورج قرم بأن الثراء أو الغنى" ليس شرطا لتحقيق الكثير من الأهداف المهمة للأفراد والمجتمعات مثل الديمقراطية أو الحرية والمحافظة عليها. والثروة لا تضمن الاستقرار الاجتماعي أو التماسك السياسي. هذا فضلا عن أن حاجات الإنسان ليست كلها مادية. فالحياة المديدة الآمنة وتذوق العلم والثقافة وتوفر الفرص لممارسة النشاطات الخلاقة وحق المشاركة في تقرير الشؤون العامة وحق التعبير والحفاظ على البيئة من أجل الأجيال الحالية والمقبلة هي بعض الأمثلة على حاجات وحقوق غير مادية قد يعتبرها المرء أهم من المزيد من الإنتاج المادي.
ونفهم من كل هذا أن التنمية البشرية هي التي تتوجه إلى الإنسان ويشارك فيها الإنسان، أي إن الإنسان يصبح في مفهوم التنمية هو المنفعل والفاعل وهو الذات والموضوع والحاضر والمستقبل والإرادة والاختيار. لذا على جميع الطاقات البشرية أن تساهم في خدمة المجتمع المحلي والوطني والإنساني قصد الحصول على السعادة المادية والعقلية والروحية فوق هذه الأرض. وينبغي للناس حسب جورج قرم أن:" يشاركوا مشاركة تامة في القرارات والإجراءات التي تشكل حياتهم. وتبرز هنا بشكل خاص أهمية منظمات المجتمع المدني وإمكانية المحاسبة وتعديل المسار عند الضرورة. فالناس في التنمية ليسوا مجرد متلقين سلبيين بل هم عاملون فاعلون في تشكيلها"
ويساهم المجتمع المدني بعدة أنشطة اجتماعية واقتصادية وثقافية وسياسية وعلمية لإخراج المنطقة التي ينتمي إليها ذلك المجتمع من أزماته الخانقة ومشاكله المادية والمالية والبشرية والمعنوية المحبطة عن طريق رسم خطط إصلاحية وتغييريه جادة حاضرا ومستقبلا لتحقيق التنمية المستدامة وتطوير القدرات البشرية الذاتية لخدمة الآخر عن طريق الدفاع عن حقوقه المدنية والسياسية.
ولكن لا يمكن أن يتحقق هذا المجتمع المدني في أرض الواقع بهذه المواصفات الإيجابية إلا في مجتمع ديمقراطي يؤمن بالخلاف والتعددية والحوار، ويستند إلى خطاب التواصل والتسامح الإنساني وحب الغير بدون إقصاء أو تغريب أو ممارسة العدوان ضد الآخرين.
نستنتج مما سبق أن التنمية الحقيقية ليست هي تنمية الموارد الطبيعية والمادية من أجل إشباع الرغبات والحاجيات وتحقيق رفاهية الثراء والغنى، بل التنمية الحقيقية هي التنمية البشرية التي تتخذ طابعين: طابعا ماديا وطابعا معنويا. أي إن التنمية الحقيقية هي التنمية البشرية المستدامة التي تهدف إلى تطوير قدرات الإنسان وتحريره من التخلف والجهل والأمراض والأوبئة والفقر عن طريق تحسين دخله السنوي وتوفير رعاية صحية جيدة وتعليم متطور يؤهله للتكيف مع الوضعيات المعقدة التي يجابهها في المجتمع الخارجي. ومن ثم، فالتنمية الحقيقية هي التي تستهدف الإنسان وسيلة وموضوعا، وتجعله أداة وهدفا. ويعني هذا أن التنمية الحالية لم تعد تنمية اقتصادية فحسب، بل هي تنمية بشرية وإنسانية متكاملة ومتوازنة وشاملة تتبنى العلم وتطوير التكنولوجيا، وتتسلح بالعقل والإرادة،

Wednesday, April 09, 2008







This alphabet is built around a sampling of the markings on livestock (especially camels) within the Zaghawa Beria language region of western Sudan and eastern Chad. It is an
Zaghawa Beria Font

Introduction
This font was designed by Seonil Yun, a volunteer, in cooperation with SIL International and the Mission Protestante Franco-Suisse au Tchad.
About the Script

This alphabet is built around a sampling of the markings on livestock (especially camels) within the Zaghawa Beria language region of western Sudan and eastern Chad. It is an idea that has its origins in the work of a Sudanese schoolteacher, who developed the first version of this over 25 years ago. The script has since been better adapted to the Zaghawa Beria language by Siddik Adam Issa, and he has found a great enthusiasm by the people for what he has put together.
The font is a hanging font. The "clothesline" on which the font hangs is the line below the suprasegmental box, and above the lower case box.
There are two types of supersegmentals: tone/stress, and ATR marking for vowels.
Tone and stress marks are mutually exclusive. Tone markings occur in transcriptions, and stress markings occur in the writing system.
The vowels [e], [i], [o] and [u] are marked for Advanced Tongue Root (ATR) by putting a line in the lower half of the supersegmental section above the hanging line.


Zaghawa Beria .pdf sampleAnnie Olsen, 2006-10

Saturday, June 03, 2006

كتاب«نحو مستقبل أفضل: إستراتيجية لبناء قدرات العلم والتكنولوجيا على الصعيد العالمي»

... نحو مستقبل أفضل: إستراتيجية لبناء قدرات العلم والتكنولوجيا بالتنمية في العالم الثالث،
كتاب«نحو مستقبل أفضل: إستراتيجية لبناء قدرات العلم والتكنولوجيا على الصعيد العالمي»
... كيف تستخدم البلدان النامية العلوم لردم الفجوة الحضارية؟
ضمن النقاش المتصاعد عالمياً في علاقة العلوم والتكنولوجيا بالتنمية في العالم الثالث، يأتي كتاب «نحو مستقبل أفضل، إستراتيجية لبناء قدرات العلم والتكنولوجيا على الصعيد العالمي»، الذي تُرجم بمبادرة مشتركة بين «مكتبة الاسكندرية» و»المركز القومي للترجمة» مجلس الأكاديميات العالمي». حرّر الترجمة العربية الزميل محسن يوسف وإستغرق إعداده بلغته الأصلية جهوداً استمرت سنتين. فقد وضعته مجموعة خبراء «مجلس الأكاديميات العالمي». ويحمل بالانكليزية اسم Inventing a better future، A strategy for building worldwide capacities in science and technology . وأورد فيه هؤلاء الخبراء رؤيتهم في قدرة دول العالم الثالث على تطوير قدراتها العلمية، وخصوصاً في مجال المعلوماتية والاتصالات المتطورة والبيولوجيا، للخروج من دائرة التخلف، وبالتالي الدخول الى مرحلة من التنمية التي تخدم التطوّر الحضاري للشعوب النامية ودولها. وتُذكّر تلك الموضوعات بما ورد، قبل نحو عقدين، في كتاب «التحدي العالمي» (1980) Defi Mondial Le ، الذي أعدّه الكاتب الفرنسي جان جاك سرفان شرايبير، وصدر عن «المؤسسة العربية للدراسات والنشر» بترجمة الزميلين ابراهيم العريس والياس سحاب.
العلوم كأداة في كسر حلقة التخلّف
قدّم للكتاب، الذي يقع في 212 صفحة، مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور إسماعيل سراج الدين. وأورد رأياً مفاده أن التقرير يؤكد أن الاستقرار السياسي ومدى الالتزام بين القادة المحليين وتوافر النظم الإدارية المناسبة والحرية الفكرية، تعتبر من الأمور الأساسية التي تساعد في الحصول على المعرفة وضرورة العمل على تشجيع الاستراتيجيات التي تهدف إلى النقد الموضوعي والتي يمكن أن تسفر عن مبادرات جديدة في مجال العلوم والتكنولوجيا. يتكوّن كتاب «نحو مستقبل أفضل» من سبعة فصول تتناول مختلف قضايا العلم والتكنولوجيا عالمياً. يتصدى الفصل الأول، وعنوانه «الحاجة الملحة إلى تعزيز القدرة في مجال العلم والتكنولوجيا «، للمتغيّرات المتسارعة عالمياً في العلوم. إذ يتسارع تراكم المعرفة العلمية وتطبيقاتها التكنولوجية بسرعة الضوء، بمساعدة علوم الكمبيوتر والاتصالات المتطورة. ومع ذلك يكشف الواقع العالمي عن فشل وصول كثير من الابتكارات إلى من يحتاجونها بشدة، كما يتباين تقسيم الفوائد من العلوم بين شعوب الارض. لم تلق الحاجة الى بناء القـــدرة في مجال العلم والتكنولوجيا، بوصـــفها المُحرّك الذي يقود التطور، اهتمــاماً كافـــياً من المجـــتمع الدولي. وتُمثّل قضــية تصحيح هذا الإغفال تحــديــّاً جــوهــرياً بالنـــسبة الى العالم الثالث. ولذا، يشير هذا الفصل الى الفجوة المتعاظمة بإطراد بين الدول التي تملك وتلك التي لا تملك. ويؤول الأمر الى زيادة متسارعة دوماً للتخلف في الدول النامية. ومن المُرجح أن يزداد اتساع هذه «الفجوة الحضارية» مع استمرار سيطرة الدول الصناعية على أدوات العلم والاختراع، وبالتالي تقدمها الهائل في ميدان البحث والتطوير.وينصح الفصل عينه بضرورة الالتفات الى القدرات المحلية علمياً، كمقدمة للاستفادة الفعلية من المسار العلمي والتقني. كما يهتم بدور الجامعات في الدول النامية، باعتبارها من أدوات تحديث المجتمع وتعزيز قيم العلم، والتوسّط بين مجالي السياسة والصناعة في الدولة. وكذلك يشير إلى أن البنية الراهنة لنظم التعليم العالي في كثير من البلدان النامية، غير مناسبة لتلبية تحديات القرن 21.
العلم كثقافة وإستثمار
يُنبّه الكتاب إلى أن العلم يمثّل ثقافة عالمية، ويولّد تياراً ثقافياً يؤثر ايجاباً في المجتمعات، بما فيها تلك التي دمرها الفقر والجوع أولاً، ثم مزقتها النزاعات الأهلية والأزمات المالية والديون المتأتية من النهب الإستعماري المديد لمواردها الاساسية. ويشير إلى أن الاستثمار في البحث يرتبط في شكل عام بتحسين الناتج المحلي. إذ أن دول الصناعة ذات الدخل المرتفع تنفق ما يتراوح ما بين 1.5و 3.8 في المـــئة من ناتجها المحلي الإجمالي على البحوث العلمية. ويتناول مسألة توظيف العلوم في الزراعة والهندسة والصحة والعلوم الاجتماعية، إذ يستطيع علماء الاقتصاد والاجتماع والانثربولوجيا والعلوم السياسية والإدارة العامة وغيرهم، تطوير ثقافة العلم والتكنولوجيا، والمساهمة في ترسيخها إجتماعياً. ويختتم الفصل الأول بتوصية تُشدّد على ان العلوم والتكنولوجيا في الــبلدان النامية، تمثل ضرورة مطلـــقة، للوصول بتــــلك الدول الى وضع الشراكة الفعلية في الاقتصاد العالمي. ويتطلب هذا الأمر انخراط جميع الفاعلين المعنيين، بدءاً من الحكومات الوطنية ومروراً بالحكومات المحلية والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص والمنظمات الدولية والإقليمية ومجتمعات العلم والتكنولوجيا ووسائل الإعلام وغيرها.
المسؤولية العلمية للمجتمعات المُتخلّفة
تسير فصول الكتاب الستة الباقية على غرار الأول منها. وتوضح مسائل من نوع علاقة العلم والتكنولوجيا بالمجتمعات، وخصوصاً المتخلفة منها. وتورد تقويماً لمجموعة من الاستراتيجيات الوطنية في هذا المجال. وتشير إلى أن حاجة دول العالم الثالث إلى إطار وطني متماسك يضم الأعمال التي تؤثر في شكل مباشر في تعزيز العلوم. وتفترض أن تصوغ تلك الحكومات استراتيجيات مناسبة، بالتشاور مع الأكاديميات العلمية. وتوضح أن المشورة العلمية المستقلة تحسّن صنع القرار في مجال السياسة العامة. فمثلاً، يمكن زيادة فعالية البرامج الحكومية إذا خضعت لمراجعة مستقلة من جانب خبراء. ويجدر بتلك الحكومات إنشاء آليات محلية موثوقة بها للحصول على المشورة في المسائل العلمية والتكنولوجية المرتبطة بالسياسات والبرامج والمفاوضات الدولية. وكذلك ينبّه كتاب «نحو مستقبل أفضل» الى أن الجمهور يحتاج إلى تشرب المعرفة الجديدة. ويُشدد على أهمية شبكة الانترنت في استمرارية التواصل بين علماء العالم. ويناقش مفهوم التوسّع في الموارد البشرية، مُنبّهاً الى ضرورة صوغ سياسات تعليمية تتناول الحاجات الوطنية، وتغرس وعياً بالمسئووليات العالمية في مجالات مثل البيئة وصحة الإنسان والاستخدام الرشيد لموارد الأرض وغيرها. وينبغي أن تحرص تلك السياسات على تحديث التعليم في المستويات الابتدائية والثانوية في المدارس. كما ينبغي أن تخصص كل حكومة بعض الموارد لتوفير التدريب الراقي لمُدَرّسي العلوم والتكنولوجيا في كل مؤسسات التعليم العالي، بما فيها الجامعات. ولذا، يشدد الكتاب على أهمية المكتبات الرقمية، خصوصاً ان علماء البلدان النامية يمتلكون قدرات محدودة للوصول إلى المستجدات العلمية المُتسارعة. ويشمل هذا الامر توفير نسخ رقمية من الدوريات العلمية المختلفة، وتشجيع المطبوعات العالمية على بث مقالاتها عبر الانترنت، وتوفير بوابات الكترونية لتقاسم المعلومات العلمية وغيرها. وينصح بإنشاء مؤسسات بحثية عالمية، مع التشديد على ضرورة بناء مراكز محلية متألقة علمياً، بحيث تكفل تحفيز الابتكار وتدفق التكنولوجيا ونقلها من العالم المتقدم الى الدول النامية. ويناقش الأطر القانونية التي تعزز نجاح التفاعل بين القطاعين العام والخاص، ليستمر القطاع الخاص في تطوير القدرات التكنولوجية، فيما تُوفّر الحكومة الاطر التنظيمية الملائمة. ويلفت الى إحتمال تداخل الأدوار بين القطاعين، ما يوجب صوغ إطار للتعامل بينهما. ويؤكد ان تلك الشراكة تنعش التعليم، وتُحفّز الأبحاث المتصلة بقوى السوق من جهة، وبالحاجات الاجتماعية من جهة ثانية. وكذلك يُبرز أهمية التنسيق المستمر بين الحكومات والصناعيين والجامعات والمعاهد البحثية في البلدان النامية. وينصح بأن تلعب الحكومة دوراً محورياً في عمليات الشراكة تلك، ليتأكد المختلفون من عدم طغيان مصالح الشركات على المؤسسات العامة.
إبحث عن...المال!
يتناول الكتاب مسألة تمويل جهود البحث والتدريب. ويورد بعض الأفكار المبتكرة في هذا المجال، مثل إعادة توجيه بعض ضرائب الشركات إلى صناديق خاصة لتمويل البحوث، وخصوصاً تلك التي تحمل أهمية اقتصادية للدولة. ويشير إلى أن هذا التمويل يتطلب التزاماً حكومياً، إضافة الى إنشاء صندوق تمويل عالمي لبناء قدرات العلم والتكنولوجيا في البلدان النامية. ويمكن للممولين العالميين اعطاء فترات سماح تتراوح ما بين خمس وعشر سنوات، على أن تضخ الأموال في شكل رشيد لنحو عشرين مركزاً علمياً وطنياً متألقاً في العالم الثالث.ينتهي الكتاب الى وضع مجموعة من جداول الأعمال التي تعطي الفرصة لجميع الأطراف بأن يكونوا فاعلين في مجال العلم والتكنولوجيا للدول المتقدمة والنامية بالإضافة إلى جداول أخرى لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية مثل مساعدة البلدان النامية على تحديد الأهداف والأولويات الوطنية في مجال العلم والتكنولوجيا ودعم جهود البحث والتطوير في البلدان النامية التي تهدف إلى تناول الحاجات المحلية والعالمية ومساعدة البلدان النامية على توفير المعلومات حول موارد وقضايا العلم والتكنولوجيا للجمهور. كما يتضمن جدول أعمال لمنظمات المساعدة التنموية الدولية، والهيئات المانحة، إضافة إلى القطاعين العام والخاص. ويختتم كتاب «نحو مستقبل أفضل» بالتنويه بأهمية الهيئات الإعلامية التي يجب أن تضطلع بالجزء الأكبر من مسؤولية تعريف الجماهير بالقضايا المتعلقة بالعلم والتكنولوجيا، واستخدام الإعلام الالكتروني، وشرح سبل الحصول على المعلومات المتعلقة بقضايا العلوم والتكنولوجيا.
دار الحياة

اســــــــــــــــــــــــــلام الســــــــــــــــــوق

إسلام السوق
عرض/حسن السراتير
صد كتاب "إسلام السوق" جانبا مغيبا من الصحوة الإسلامية المعاصرة غفل عنه الدارسون، في الوقت الذي تتنافس فيه وسائل الإعلام ومراكز الرصد والبحث والمراقبة والكتابة والتأليف في حركات ما يسمى بالإسلام السياسي تنافسا يصل إلى درجة التمييع.
الجانب المغيب يشمل ما سماه المؤلف السويسري باتريك هايني في العنوان الفرعي التفسيري للكتاب "الثورة المحافظة الأخرى"، والمقصود بها هو أشكال التدين الإسلامي الجديدة والخارجة عن مجال الحركات والأحزاب الإسلامية، والرافضة في الوقت نفسه للدخول في قلب الصراع السياسي سواء كان صراعا بين الحركات الإسلامية ذات البعد السياسي والأنظمة الحاكمة، أو بين الثقافة الإسلامية والثقافة الغربية.
وباتريك هايني يمثل جيلا جديدا من أجيال الإسلامولوجيين (المهتمين بالظاهرة الإسلامية)، وهو جيل يحرص أشد الحرص على الموضوعية العلمية والدراسة الوصفية والتحليلية البعيدة عن أي توظيف سياسي.
وقد قضى وقتا طويلا في مصر وأقطار أخرى من العالم الإسلامي، وله صلات علمية وطيدة مع بعض التيارات الإسلامية في العالم العربي والإسلامي، فعاش حينا من الدهر في القاهرة دارسا، وتعلم اللغة العربية وتعرف عن كثب على الإسلاميين، وتعرف أيضا على الإسلاميين الإندونيسيين والأتراك.
وانطلاقا من مصر ومرورا بإندونيسيا وانتهاء بتركيا، يحلل "إسلام السوق" بزوغ شكل جديد من أشكال الكينونة الإسلامية تخرُج من صلب إسلام سياسي ظهر عليه التعب، أو تمرُّ محاذية له، تشترك معه في المنبع لكنها تختلف معه في الهدف والوسيلة وتحديد مجالات العمل.
- الكتاب: إسلام السوق- المؤلف: باتريك هايني- عدد الصفحات: 110 - الناشر: دار النشر لوسوي وجمهورية الأفكار- الطبعة: الأولى 2005مقاولات دعويةفي بداية الكتاب يشخص هايني ازدياد "الإسلاميين الغاضبين" الذين ينتقدون في الآن نفسه الأيدولوجيات الإسلامية ليقينيتها، وبنياتها التنظيمية لجمودها وقسوتها.
ومن دون أن يصل هذا الموقف بأصحابه إلى مغادرة الحركات الإسلامية، يفضل هؤلاء البحث عن طرق للخلاص الفردي وتحقيق الذات والنجاح الاقتصادي على حساب الأزمة الثابتة بين الإسلاميين التي تفقد في أعين المنتقدين جاذبيتها رويدا رويدا.
ويثير المؤلف الانتباه بعد هذا إلى التنافس بين الدعاة الجدد في استثمار موجة الصحوة الإسلامية الاجتماعية المنفلتة من قبضة التنظيمات الإسلامية المستعصية عليها، وسعيهم نحو إنجاز مصالحة توفيقية بين المد الديني والحداثة الغربية.
ويحدث هذا عبر مقاولات دعوية تستخدم الطرق الأميركية في الدعاية والاشتغال وتشجع ميلاد فرق موسيقية إسلامية عصرية ووجوه دعوية نسائية حديثة.
تلك هي الصورة الدينية الجديدة التي يلتقطها باتريك هايني مسميا إياها "إسلام السوق"، وهو اسم اختير للدلالة على العلاقات القائمة بين المؤسسات الاقتصادية والثقافة المقاولاتية الجديدة ذات الأصل الأميركي.
ومنذ عشر سنوات، صار امتداد "إسلام السوق" نتيجة واضحة لأربعة سيناريوهات استعرضها الكاتب في فصول أربعة هي مجمل فصول الكتاب.
"في حركات بلغ منها الجهد مبلغه ويشعر المنخرطون فيها بالجمود التنظيمي والاختناق النفسي والفكري، يجد الغاضبون الحل في الانفتاح على المدنية الغربية والاقتباس منها و"أسلمة" منتجاتها وعناصرها بعملية تلفيقية سريعة"تجاوز الإسلام السياسييكشف لنا الفصل الأول عن تجمد أصاب التدين النضالي -إن صح التعبير- تتجاوز فيه الرغبات الشخصية في تحقيق الذات المشاريع الجماعية الكبرى التي تحتل موقع الصدارة في الخطاب الإسلامي الكلاسيكي.
ففي حركات بلغ منها الجهد مبلغه ويشعر المنخرطون فيها بالجمود التنظيمي والاختناق النفسي والفكري، يجد الغاضبون الحل في الانفتاح على المدنية الغربية والاقتباس منها، و"أسلمة" منتجاتها وعناصرها بعملية تلفيقية سريعة. وفي هذا المناخ الجديد يتحول الجهاد عن مكانه القديم ليصبح "جهادا إلكترونيا" و"جهاد النهضة".
ويتابع هايني قصة النشيد الإسلامي من بداياته الملتزمة وتعبيره عن قضايا الأمة وبأسائها وضرائها، إلى ظهور فرق غنائية حديثة تخطب ود الأجيال الإسلامية الجديدة وتمتهن "الدعوة بالموسيقى".
المسار نفسه انخرطت فيه الحشمة الإسلامية وزيها الخارجي لتنتقل من الحجاب المناضل ذي الرمزية السياسية إلى الاستهلاك الجماعي والتأثر بالموضة.
ويقدم المؤلف تركيا نموذجا إسلاميا للاندماج في اقتصاد السوق وبروز برجوازية إسلامية تصنع فضاء إعلاميا جديدا تلتقي فيه العولمة بالإحيائية الدينية الإسلامية، وتغير الحشمة من وجهها وملامحها وألوانها وأشكالها، ثم يتوج كل ذلك بالموجة الثالثة من الحجاب في "الإسلام الأوروبي".
ولا تركب الدعوة بساط الأنغام المتنوعة ثقافيا وجغرافيا، بل تمتطي ظهور القنوات الفضائية متأثرة بالتجربة الإعلامية الإنجيلية الأميركية لدى نجمين من نجوم الوعظ التلفزيوني وهما المصري عمرو خالد والإندونيسي عبد الله جمنستيار، فالأول اكتسب الطريقة من متابعة الوعاظ الأميركيين في قنواتهم، والثاني دربه عليها واعظ أميركي إنجيلي سابق استطاع مضاعفة أعضاء كنيسته في عامين فقط بفضل تقنيات التسويق الإعلامي، قبل أن يعتنق الإسلام عام 1997 ويصير مستشارا لجمنستيار.
الواعظون الإسلاميون الفضائيون يتمكنون حسب المؤلف من الاستحواذ على جمهور عريض جدا، خاصة من الذين خاب أملهم في حركات الإسلام السياسي.
"لم تعد وظيفة السوق هي الترويج للأفكار وإقناع رواده بها، ولكن وظيفته صارت تلبية طلبات الجمهور المستهدف وأغلبه من البرجوازية المتدينة الكارهة لكل نضال ذي محتوى سياسي"قانون السوقبحكم علاقة القرب بين الإسلاميين الجدد ورجال المال والاقتصاد، وجد هذا الوجه المتدين أن القناة الوحيدة للتعبير عن نفسه هي السوق.
ولم تعد وظيفة السوق هي الترويج للأفكار وإقناع رواده بها، ولكن وظيفته صارت تلبية طلبات الجمهور المستهدف وأغلبه من البرجوازية المتدينة الكارهة لكل نضال ذي محتوى سياسي بالمعنى الأصيل أو بالمعنى الدخيل.
يضرب المؤلف المثال بتجارة الأشرطة الدينية في القاهرة والتي تظهر أن مقاولات الإنتاج والترويج تستطيع تجاوز البنيات السلفية الموجودة وتسعى إلى الإقناع عن طريق الإغراء.
بل إن الوعاظ الجدد لا يجدون مانعا من الظهور في قنوات تجارية محضة أو غير إسلامية، وهي بدورها تشتري حق البث لأغراض تجارية بحتة.
قانون السوق يستطيع إلحاق الهزيمة بالسلفيين أيضا فيلجون عالم "التسويق الأخلاقي" -حسب تعبيرهم- و"السوق الحلال" خاصة في تجارة الملابس.
وما إن يستغني رواد هذا السوق حتى يفكروا في "الهجرة" من ضواحي المدن الغربية المهددة بخلايا القاعدة، لا للعيش في البلدان الأصلية وأغلبها مغاربية، بل للاستقرار في بلدان الخليج حيث يوجد الطلب على السلع المعروضة.
في البلدان الغربية وبالخصوص فرنسا، تحرص المقاولات التجارية الإسلامية على تجنب إظهار الطابع الإسلامي لسلعها تحت ضغط العلمانية وتوسع من الفئات المستهدفة لتشمل غير المسلمين مع مواكبة موجات الموضة والثقافة الغالبة.
عقيدة الرفاهيةينظر المؤلف في الفصل الثالث إلى الجهد المبذول من لدن رواد "إسلام السوق" وزعمائه للجمع بين التقوى والغنى، وإبعاد التهمة عن الباحثين عن الغنى والثروة والربح من المسلمين البرجوازيين.
فيصر عبد الله جمنستيار على أن رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام ذاته كان رجل أعمال ناجحا، ويكتب عمرو خالد أن الثروة والغنى وسيلة لإتقان التدين وتقديم نموذج جيد. ويدافع الإسلاميون الأتراك المقربون من حزب العدالة والتنمية عن أن القرآن الكريم يدعو إلى تكديس الثروة وأن الفقر يؤدي إلى الكفر.
وفي السياق نفسه يؤسس الوعاظ والمرشدون الجدد لعقيدة الرفاهية والتنمية الفردانية، متأثرين في ذلك بالكاتب الأميركي ستيفن كوفي صاحب الكتاب الأكثر مبيعا في الولايات المتحدة والعالم "العادات السبع للناس الأكثر فعالية" المترجم إلى العربية.
في الجنوب الشرقي الآسيوي تتخذ عقيدة الرفاهية مسارا مشتبها، إلا أن المستفز إليها هو المنافس الصيني الذي احتكر السوق والثروة على أقليته.
وفي تركيا تتجمع ثلاثة عناصر لميلاد الظاهرة وهي الحركة النورسية والداعية فتح الله غولان وطبقة التجار في الأناضول.
"الحركة الدينية الليبرالية الجديدة استطاعت أن تشطب مطلب الدولة الإسلامية من قائمة الأهداف، وصار الهدف تأسيس مجتمعات مدنية فاضلة تشبه في طريقة عملها المؤسسات الدينية الأميركية الموازية للحزب الجمهوري"تحجيم الدولةأما الفصل الرابع والأخير فيتولى بيان أن هذه الحركة الدينية الليبرالية الجديدة استطاعت أن تشطب مطلب الدولة الإسلامية من قائمة الأهداف كما روجت لذلك حينا من الزمن أدبيات الحركات الإسلامية التقليدية.
وصار الهدف هو تأسيس "مجتمعات مدنية فاضلة" تشبه في طريقة عملها المؤسسات الدينية الأميركية الموازية للحزب الجمهوري الأميركي، وتستطيع عقد اتفاقيات مع الحكومة للقيام بعدة مشاريع وأعمال في المجتمع.
ويضرب الكاتب أمثلة من تجربة عمرو خالد في بناء وإنجاز عدة مشاريع ناجحة في الوطن العربي والإسلامي، ويفسر كيف استطاعت هذه التجربة أن تعيد الاعتبار إلى المجتمع المدني ضد مفهوم الدولة الراعية المهيمنة على كل شيء.
ويخلص القارئ لكتاب "إسلام السوق" إلى أن رواد هذا العمل الإسلامي صاروا اليوم أبعد عن "الإسلامية السياسية" لكنهم أقرب إلى "الأميركانية" إذ يؤمنون بحداثةٍ ليست هي الفلسفة الفرنسية في علمانية الدولة والسياسة، ولكنها النموذج الأميركي المحافظ الذي يمثل نقطة الوسط بين دولة دينية ثيوقراطية غير مرغوب فيها وإسلام تنويري يجد صعوبة في الخروج والنشأة.
ويختم المؤلف دراسته الجيدة بكلمات نفيسة تستحق التوقف عندها، عندما يعتبر أن "إسلام السوق" المعروض في كتابه يظهر في النهاية كأنه شريك مثالي للأميركيين في سياستهم الشرق أوسطية، وأيضا في صراعهم ضد الحداثة الذي يجعلهم خصوما لأوروبا عصر الأنوار والعقل العلماني ومنطق الدولة الراعية.
خاتمةبذل باتريك هايني جهدا تنظيريا وميدانيا كبيرا لتشخيص بعض تحولات الصحوة الإسلامية والحركات الإسلامية في عالم يتغير بسرعة كبيرة ويتداخل بعضه مع بعض بما لم يحدث من قبل.
ولا أحسب التحولات التي تابعها المؤلف إلا إفرازا من إفرازات العولمة والتداخل بين الثقافات والسياسات والديانات استجاب له بعض الإسلاميين بالطريقة التي قدمها لنا المؤلف.
وليست الأفكار المروجة في "إسلام السوق" اجتهادا خاصا برواد الظاهرة الجديدة، إذ يوجد كثير منها عند حركات إسلامية أخرى لم يتطرق إليها الكتاب مثل حركة التوحيد والإصلاح المغربية.
ففي قضية العلاقة بين المجتمع والدولة ومطلب الدولة الإسلامية انتبهت حركة التوحيد والإصلاح مبكرا إلى أن المجتمع أهم من الدولة، وأن الإسلام يمكن أن يحيا ويزدهر ويبقى دون الحاجة إلى الدولة.
"التدين المدروس في كتاب باتريك هايني شكل من الأشكال وتعبير من التعبيرات الساعية إلى رفع الحرج والتعارض النفسي لدى المتدين الجديد"وللدكتور أحمد الريسوني الرئيس السابق للحركة كتب ومقابلات ومساجلات في هذه القضية.
وقد استطاعت هذه الحركة أن تفرع عن هذا الفهم أن العمل السياسي لا يستحق الحجم الضخم الذي يقدم به في أوساط الحركات الإسلامية وغير الإسلامية، ومثل هذا يقال عن قضية العمل الاقتصادي والمالي للأفراد والحركات.
وربما كان اقتصار المؤلف على نماذج هو أقرب إليها بحكم إقامته الطويلة في مصر واطلاعه على التجربة الإسلامية في بلدان الغرب خاصة فرنسا، هو السبب في هذا.
غير أن الكتاب امتاز بشيئين: أحدهما إلقاؤه الضوء على ظاهرة لا تعيرها مراكز البحوث والدراسات والرصد ووسائل الإعلام الغربية الاهتمام اللازم، لحاجات ذات صلة بالجغرافيا السياسية وأجندة الأجهزة الاستعلامية التي تعتمد المقياس السياسي بالدرجة الأولى، والمسافات بين الظواهر والخطوط الحمراء.
والثاني تقديم تفسير معتبر للظاهرة الإسلامية الجديدة ودعاتها ووعاظها واستجابتهم لتحدي العولمة والحداثة والإعلام الجماهيري وتقديم أشكال جديدة من التدين والعمل الإسلامي تقدم بدائل للغاضبين من الجمود الحركي الإسلامي من جهة، وللرافضين للانخراط في بنياتها التنظيمية من أبناء المجتمع من جهة ثانية.
وقد حرصت الحركات الإسلامية على تقديم نموذج واحد للتدين اتسم بالمثالية المفرطة ولم يراع الواقع المعاصر، كما لم يراع تغير الأشكال في التدين بحسب الثقافات والسياسات والنفوس البشرية.
وأظن أن التدين المدروس في كتاب باتريك هايني شكل من الأشكال وتعبير من التعبيرات الساعية إلى رفع الحرج والتعارض النفسي لدى المتدين الجديد، وتستحق هذه الظاهرة المتابعة والرصد حتى نهايتها أو دخولها في تحول ومنعطف جديدين.
فالإسلام كما قال حسن الترابي يوما ما "طريق وليس حالة"، ومن المعلوم أن الطريق غاص بمستعمليه وهم يتنوعون حسب سرعاتهم ومراكبهم وبنائهم النفسي وما يتعرضون له أثناء سيرهم من لذة وألم.

Sunday, March 14, 2004

تأملات وخواطر فى تاريخ دارفور القديم تاريخ قيام مملكة الزغاوة

تأملات وخواطر فى تاريخ دارفور القديم

د. حسين آدم الحاج
مراجعة تاريخ قيام مملكة الزغاوة:

تأثرت دارفور القديمة بالممالك والسلطنات التى نشأت حولها من النواحى الغربية والشمالية، وتحديداً مملكتى الزغاوة والكانم، وما قامت بعدهما ممثلة فى مملكتى البرنو وودّاى وهى كلها مجاورة لدارفور من النواحى الغربيّة. هذه الممالك كانت أنظمة الحكم فيها متطورة نسبياً عمَّا كان سائداً فى دارفور فى تلك الفترات. لقد وردت الإشارة لإسم مملكة الزغاوة وشعب الزغاويين فى عدد من المصادر التاريخيّة، فقد ذكرهم اليعقوبى فى القرن الثالث للهجرة/التاسع الميلادى أثناء حديثه عن الكانم (تاريخ اليعقوبى، مطبعة العزى بالنجف، العراق، 1939)، كما وصفهم المهبلى فى القرن الرابع للهجرة/العاشر الميلادى "كمملكة واسعة تمتد بين بحيرة تشاد وحدود النوبة"، ويدل ذلك إلى أنَّ مملكتهم كانت تشتمل أصلاً على كل من كانم وأجزاء واسعة من دارفور، إذ يصفها البغدادى بأنّها "مملكة عظيمة من ممالك السودان تشمل أمماً كثيرة وتحدها من الشرق مملكة النوبة" (معجم البلدان، الإمام شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت البغدادى، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت 1957)، ولا يمكن جغرافياً أن تمتد حدود تلك المملكة من أطراف بحيرة تشاد، فى الجزء الغربى من دولة تشاد الحاليّة، إلى شواطئ النيل شرقاً دون أن يشمل ذلك منطقة دارفور، خصوصاً القسم الشمالى منها، ويشير الإدريسى كذلك، والذى عاش فى القرن السادس للهجرة/الثانى عشر الميلادى، إلى إمتداد بلاد الزغاوة إلى الشمال حتى فزَّان الليبيّة، وفى الجنوب إلى حدود بلاد الكانم بحيث لم يكن بين إنجيمى عاصمة بلاد الكانم وبين مدينة زغاوة إلا مسافة مسيرة 6 أيام (نزهة المشتاق فى إختراق الآفاق، أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن إدريس الحمودى الحسنى المعروف بالإدريسى، عالم دار الكتب، بيروت، 1989)، لكن نعتقد أنّ هذا يمثل وصف متأخر قليلاً للزغاوة بعد إنحسارهم ناحية الشمال والشرق نتيجة لضغوط الكانم والملثمين.
ويورد الدكتور رجب محمد عبدالحليم وقوع منطقة دارفور فى فترة من الفترات ضمن مملكة الزغاوة، ويشير إلى أنَّ الزغاوة إنتشروا منذ ما قبل القرن التاسع للميلاد وكونوا مملكة على مساحة رحبة تمتد فى الجنوب إلى دارفور حتى بحيرة تشاد، وتمتد فى الشمال حتى تصل إلى المنطقة الممتدة بين الواحات المصريّة والنوبة من ناحية الشرق، وتتمدد غرباً إلى الخط الذى يمتد ما بين فزَّان فى الشمال وبحيرة تشاد فى الجنوب (العروبة والإسلام فى دارفور فى العصور الوسطى، دار الثقافة للنشر والتوزيع، الفجالة، 1992). وترجح مصادر أخرى إلى أنّ وجودهم سابق لذلك بفترة طويلة حيث تشير إلى وجود مملكة للزغاوة وإستقرارهم فى النواحى الشمالية لبحيرة تشاد منذ القرن السابع الميلادى وأنهم قد تمكنوا بعدها من تأسيس مملكة فى تلك الأرجاء عام 872 م (أى القرن التاسع)، تطورت لاحقاً إلى مملكة الكانم. وبالأساس يبدو أنّ شعب الزغاوة قد إنطلقوا فى بادئ أمرهم من مناطق الشام الحاليّة شمالى الجزيرة العربيّة فى القرن الأول للهجرة/السابع الميلادى وإضطروا للنزوح تدريجياً صوب الغرب عابرين مصر إلى أن إنتشروا فى المناطق آنفة الذكر، وقد يكون ذلك سبب قيام بعض المؤرخين بنسبتهم إلى الطوارق. وعلى العموم يبدو أنَّ سلطنتهم تلك حول بحيرة تشاد قد أخذت تضعف تدريجياً مع نهاية القرن العاشر الميلادى حيث حلَّت محلها مملكة الكانم، وهم أبناء عمومة الزغاوة على أيّة حال، والتى تحولت إلى مملكة إسلامية عام 1085م كما أشار إليها الدكتور أحمد شلبى (موسوعة التاريخ الإسلامى والحضارة الإسلامية، مطبعة النهضة المصرية، القاهرة، 1975), وقد يشير ذلك إلى تسرب الإسلام إلى دارفور واللغة العربيّة منذ ذلك الوقت، أى قبل نزوح القبائل العربيّة التدريجى إليها. وتبعاً لذلك يبدو أنَّ الزغاوة قد أُضطروا للنزوح جنوباً من مناطق الواحات المصرية وفزَّان جنوبى ليبيا، وشرقاً من مناطق شمال بحيرة تشاد، نتيجة لتعرضهم للضغط من هجرات الطوارق والملثمين من شمالى أفريقيا، وهؤلاء هم الذين ساعدوا فى تأسيس مملكة الكانم، ليتركز الزغاوة بعدها نهائياً فى الجزء الشمالى الغربى من دارفور والأجزاء الشماليّة الشرقيّة من تشاد الحاليّة فى بداية القرن الثانى عشر الميلادى (تاريخ إبن خلدون، مؤسسة جمال للطباعة والنشر، بيروت)، ولما إستقروا فى تلك المناطق كونوا سلطنة تسمى سلطنة الزغاوة حيث وصفها التونسى بأنها كانت لها سلطان وكانت تشتمل على خلق لا يحصون كثرة.


لمزيد من المعلومات الرجــاء الذهاب للمواقع

ZATI WORLD
ZATI Sudan
ZATI Tchad
ZATI Gulf
ZATI USA
ZATI UK
ZATI France
ZATI Libya
ZATI Najair etc ..

Thursday, January 01, 2004

اهــــــــــداف ملتفى زاتى الاجتمــــــــــاعى

ZAGHAWA TRIBE INTERNATIONAL CLUB (ZATI)
ملتقى قبيلـــــــــــــة الـزغــــــــــــــاوه العــــــــالمى ( زاتى)1
CLUB INTERNATIONAL DE TRIBU DE ZAGHAWA (ZATI)

ملتقى زاتــــــــى الاجتماعى
Zati Social Club
مرحــــــــبا بـكــــم


صور من دارزغاوه




The purpose of Zati Social Club shall be to foster friendship and links through cultural, social and economical activities between members, members families, other establishments, the outside community and whoever or wherever deemed appropriate by the committee.



الهدف من تكوين ملتقى زاتى الاجتماعى هو تعريف المجتمع بافراد قبيله الزغاوه بمختلف توجهاتهم وانتماءهم الاجتماعيه والثقافيه . والاقتصاديه وتكوين ملتقى لافراد القبيله الواحده فى شكل جديد يسع الجميع




Le but du club social et culturel de Zati sera de stimuler l'amitié et les liens par des activités culturelles, sociales et économiques entre les membres, des familles de membres, d'autres établissements, la communauté extérieure et celui qui ou là où considéré approprié par le comité.



If you have any ideas or comments please feel free to contact me idjudo@gmail.com to hear from you. thank you


نرحب بجميع الاراء والاقتراحات فى الاميل على ان تكون فى اسلوب رصين وهادف لرفع مستوي الملتقى.
idjudo@gmail.com


Si vous avez toutes les idées satisfont la sensation libre pour me contacter idjudo@gmail.com Je serai heureux d'avoir de vos nouvelles. merci

Admin: Djudo